الأحزاب والإصلاح الحزبي
سلسلة مقالات في شكل رسائل بقلم/ محمد الطيب محمد الزاكي
رسالة (11)
عند الحديث عن الاحزاب ودورها في العملية السياسية و ديمقراطية الحكم ينبغي أن نلتزم الحيادية و المصداقية من أجل بناء و تأسيس لديمقراطية حقيقة تعبر عن إرادة الشعب في اختيار من يحكمه
..ان عددا من الاحزاب انتظمت في عملها السياسي قبل الاستقلال ضد المستعمر و الدعوة لتقرير مصير الدولة السودانية . فتنادي الوطنيين لتكوين أجسام حزبية تمارس العمل السياسي و هي حزب الأمة والوطني الاتحادي و حزب الشعب الديمقراطي ثم دمج الحزبين في الاتحادي الديمقراطي و الحزب الشيوعي و جبهة الميثاق الاسلامي و الحزب الناصري و حزب البعث و الاحزاب الجنوبية. وهناك احزاب اخري منها انسحب من الحياة السياسية ومنها ما بقي يمارس دوره السياسي. ….. مثل الحزب الجمهوري و الحزب الاسلامي الاشتراكي و الحزب الجمهوري الاشتراكي. …
وظلت هذه الاحزاب تمارس دورها الوطني حتي نال السودان استقلاله وبدأ الحكم المدني ..و لكن التنافس الحزبي لم بسلم من التهافت نحو احتكاربة السلطة المدنية و الصراع الحزبي حولها. و تكوين خلايا داخل القوات المسلحة المنوط بها حماية الدولة و الدستور و النظام المدني وحماية الديمقراطية الا انها وجدت نفسها جزء من العملية السياسية ..و تفتقت الذهنية العسكرية في فكرة إدارة الدولة بمالها من اسباب القوة
واتخذت العملية السياسية تحالفات حزبية عسكرية ودخلت صراع السلطة. ..
وترنحت الديمقراطية التي تحمل ختم ارادة جموع الشعب امام مغارز السوء العسكري و التسلق المهين ..
واستمرت هذا العوار الذي اصاب جسد الديمقراطية المنهك
و سلط عليه عسكرية باطشة
علي شعب حر ….. ابي الا ان
يكسر عصا الذلة و الخضوع ويرفع راية العصيان. في ثورات شعبية
وابي القدر الا ان يوقعنا مرة اخري في حبائل التسلط الشيطاني في الثلاثين من يونيو.هذا التاريخ البغيض و هذه الذكري الاليمة حولتها جموع الشعب من تاريخ سئ و ظالم الي عنفوان وطني ارتجف له عرش الطاغية. في 30 يونيو 2019
اعتراضا لمجزرة القيادة
..
ثلاثون عاما كانت وبالا علي الوطن. ..استشري الفساد المالي و الأخلاقي و ارتكبت فظائع في حق الوطن و المواطن
وتساقطت بعض الاحزاب وخلعت ثوبها و تعرت لتلتحق بركب الاوطني و احزاب صغيرة انزوت.واحزاب اخري صنعتها حكومة الكيزان فيما بسمي باحزاب التوالي. ..ضاعت في عواصف الحكم الديكتاتوري
الظالم. ..
هذه الحكومة الكيزانية
زرعت الفتن في الاحزاب كالسوس ينخر في جسدها
فاحدثت انقسامات في كل الاحزاب و انشقاقات ما خلا منها حزب . .
وسعت دولة الكيزان في محاولة خداع بعملية التكاثر الحزبي في خطوة كاذبة باسم الديمقراطية و التعددية
نقولها بصدق وبصراحة
ووطنية سقطت بعض الاحزاب في كسر الحق الدستوري بتقويض النظام الديمقراطي و سعت بالتخطيط و المشاركة في المحاولات الانقلابية و التي حولت الحكم الديمقراطي الي انفراد بالسلطة وديكتاتورية عصبت عينيها بمكر وخداع
عن مصالح شعبها ..و السبيل الي اسعاده …….
و من الطبيعي حسب الدستور ان من أهم مقاصد الاحزاب لتنفيذ سياساتها هو السعي في الوصول الي السلطة عن طريق النهح الديمقراطي و المعروف بالعملية الانتخابية
وبذلك يكون تمليك الشعب سلطة مطلقة في اختيار من يحكمه
الا انه منذ الاستقلال كان السبيل الي ذلك باحداث تغيير الحكم بقوة السلاح و الذي تقوم به القوات المسلحة عن طريق بعض اعضاءها بما بسمون بالخلايا و باشارة من حزب معين بالتخطيط و المشاركة
ان الانفراد بالحكم وضع غير طبيعي. مخالف. …
للدستور والقوانين .و قد درجت الحكومات الانقلاببة علي ان تتبع نظام حكم استبدادي و تتوسع دائرة الظلم السياسي و الاجتماعي و الافتصادي في الدولة. ..
معالجة ذلك تقتضي منا ان ننظر
لكل الجوانب المظلمة في إدارة هذا النظام الحزبي لابد من تغيير هذه المفاهيم التي رسخت في الذهنية السياسية الحزبية و العمل علي ضبط العمل الحزبي بالدستور و القانون
أولا. :- مقترحات
مراجعة قانون تسجيل الاحزاب
و الغاء وتعديل في بعض نصوصه
تكوين لجنة مراجعة تسجيل الاحزاب
ادخال تعديل في عدد العضوية
و ضبط نظام العضوية
ان يكون من شروط التسجيل الا تقل العضوية عن …….علي الا تقل في كل ولاية عن. …..
ان يقدم الحزب إضافة لدستور الحزب مشروع متكامل يعكس تصور الحزب في كيفية معالجة القضايا المتعلقة بالحكم. و الاقتصاد و الاجتماع وتفاصيلها …ونظرة الحزب في معالجة الازمات. ……..
تكوين لجنة انضباط و مراجعة
ترفع تقاريرها لمجلس تسجيل الاحزاب
مناقشة الحزب بواسطة مجلس تسجيل الاحزاب في بعض المواضيع المتعلقة بالنظام الاساسي و اللوائح
وضع لوائح تنظيمية تهتم بنجديد المفاهيم الادارية في عمل الحزب
وضع محازير في علاقة عضوية
الحزب بالاجهزة الامنية
ضبط النظام الحزبي و علاقته بالاجهزة الأمنية
التزام قيادة الحزب بعدم تشكيل خلايا حزبية في أي من الوحدات العسكرية
منع اي حزب من تكوين قوة مسلحة او امتلاك اسلحة .او الدخول في أي تعامل مع جهة أمنية الا ما ينص عليه القانون
يمنع تعاون او مشاركة او خلق علاقات مع أي حزب في دولة اخري. ..
الا في حدود ما ينص عليه الفانون ..
الالتزام بالضوابط الاخلاقية. و السلوكية في مواحهة أي جهة حكومة او حزبية او أي جماعة او طائفةفيما يصرح به او ينشر او في أي مخاطبة او ندوة
النص علي عقوبات مشددة في أي تدخل حزبي او مشاركة او اتفاق في أي خلاف او تحرك في اي عمل سياسي من خلال الوحدات العسكرية. .
. تصل العقوبات الي حل الحزب او حرمانه من العمل السياسي او توقيفة فترات متفاوتة
كما ينص علي عقوبات في حالة العضو المخالف لما نص عليه
تحديد فترة زمنية محددة لرئاسة الحزب. ..
تكوين لجنة تنظر في مخالفات الاحزاب و توقيع العقوبات اللازمة و المناسبة
ينص في القانون علي تجديد دوري لمزاولة الحزب لاداء أعماله
يتكون مجلس الاحزاب من خبراء مستقلين لا ينتمون لائ حزب
و يكون لكل حزب مسؤول لدي مجلس الاحزاب. يجتمع معه في فترة زمنية ….. لمناقشة أي مسألة سياسية او حزبية او اداربة
قابلة للاضافة. ….
محمد الطيب محمد