الــبرلــــــــمــان

صوت السودانيين الحر

مستشارية هيئة التحرير

المكتب الإعلامي

 

صحيفة تصدر كل اسبوعين / المكتب الإعلامي للبرلمان الشعبي السوداني للنشر العدد العدد الأول 6 أبريل 2025م الموافق 7 شعبان 1446هـ

كلمة العدد: صوت الحقيقة

بين يديك وتحت نظرك عزيزنا القارئ العدد الأول من إصدارتنا الوليدة باسم (البرلمان) التي قصدنا ونتطلع… إلى أن تكون ناطقة بصوت الحقيقة خبرا كان أو معلومة يرعاها صدق التناول ونقاء المصدر من شوائب الغرض الضيق أو الخبيث.

فبمثلما جاء البرلمان الشعبي ليجمع الكل حول البحث الجاد عن كيفية الاسهام في حل المشاكل التي يعاني منها الوطن بممارسة الديمقراطية بمعناها الحقيقي ولتبادل الأفكار والنقاش حولها بذهن مفتوح وامنيات مشروعة وارادة قوية لا تعرف الاستسلام.

يظل سعينا مستمرا لتناول اهتمامات أهلنا في السودان الاجتماعية والفنية والرياضية والسياسية بجهد ومثابرة بقصد الوصول للوعي الذي يمكن للجميع تحقيقه بمعرفة الحقيقة التي لا يتسرب إليها الشك والتي نوفرها بتوصيلنا للخبر أو ايرادنا للقضايا الاجتماعية بشتى ضروبها أو بتناولنا لمختلف القضايا الفكرية والعلمية والفنية والرياضية بصدق واعتمادية علمية ونبل مقصد.

الملف الثقافي الاجتماعي

تسابيح عزوفة

بقلم أحمد محمد نور كومندان

مسبحةٌ متلئلئةٌ بين أنامالها تصتَّكُ وتُحدثُ صوتاً وإنعكاساتٍ ضوئيةٍ، في هذا اليوم التعيِـس والذي ظللتُه غيمةً غريبةً مصحوبةٍ *بكُتْكُرىِ وكتـاحة سوداء عشوائية عنيفةُ قادمةٌ من الجنوب مابين جبل كردفان وسوق أبي الغُر حيث تدور معارك شرسة عنيفة هناك فمنذ الأمس نعيشها بتفاصيلها مغيمة علينا دخاخينها مُزكِمةً أنوفنا  ونحن تحت مرمي وابل المدفع  الثلاثة وعشرين والرباعي والثنائي والدوشكات والقرنوفات من ناحية أخري والمسيرات تهزُّ الأرض والدبابات ترُّجٌ الدٌّنيا رجاً رعبٌ متصاعد  ومجهول سوداوي ورغم ذلك خرجتُ أتلمسُ طريقاً يفضي لغرب المدينة عبر الارتكازات و تجريدات الدّعم العسكري والتمويل وما بين الإرتكازات وشتِل الدّانات في المرافق  الحيوية وعواء الإسعافات وهرجلةً متطرفة كلياً هدفي الأسمى أن أناضل من أجل سلامتي

لأصلُ لعزيزة العزيزة علي نفسي فلقد فجعتني بمكالمة فجريّة  هدّت الدُّنيا في ناظري ومرَّ دهرٌ من تكبدي ونضالي  وبحمده وتعالي صنعت لي العناية الإلهية نفقاً دودي سلمني من الطوائش والروائش وإعتقالات المصحيين للمدفعية في المدينة و الطوابير النشيطين والمتوفرين في هذه الظروف التي  جسمت لي كوابيس الأحلام المُريعةّ. فعبرتُ مالن تطيقهُ نفسٌ أوقلبٌ ووقفت أمامها. كانت متصلبةً واقفةً مُتخشبةً وبحسب أخواتها منذ مساء الأمس متجمدة الحواس في مكانها ذاته بعدما ألقت بالهاتف أرضاً وصرخت بإسم زوجها ـ مهنـد ـ

:حاورتها بلطف منظرها أنسانِّي مكابدتي ونضالي وروعي  للوصول اليها

  • ياعزيزة. . . . عزيزة مالك أن شاء الله خير في شنو؟ قولي بسم الله ولا حولة ولاقوة الا بالله –

لم تظهر عليها ولا آية توحي بأنها حيةٌ ورغم ذلك أشارت بطريقة آلية دراماتيكية إلي هاتفها المدفوس في الرّمال في أرضية غرفتها فسرتُ نحوه ورفعتهُ ونفضتهُ من ثم تصفحتهُ كانت المكالمة الأخيرة من زوجها أخي التوأم مهند ! توجست خيفةً وأرتعدت أوصالي  قليلاً ولكني قدّرت الموقف فأخي مهند خرج مستنفرا  مع القوات المسلحة  المهاجمة منذ الأمس أخبرني قبيل خروجه وطلب مني أن أكلم له الوالدة لتدعو له بالنصر والعفو ، فخطر في بالي أنه ربما أصيب وقفزت مباشرة فوق الظروف بخطة تقتضي سحبه من المستشفي العسكري  المهدد بالإقتحام او التدوين والذي يفترض به أن يكون مزدحماً فالمعارك وقعها لا يُنبئ بنهاية قريبة سنجلوه  وكذلك لابدا من إجلاء بعض من أصدقائي وزملائي  من أحيائهم الواقعة علي تخوم المعركة والقصف العنيف  وخط النار كذلك ينبغي أن  أحتاط لتوفير الدم والمال وفكرت حتي في أستحضار صديقي المساعد الطبي عثمان لاني لا أتصور أن يكون هنالك كادراً طبياً واحداً في مدينتنا غير مشغول وقلبي أصبح نبضهُ يجاري هدير وضوضاء المعركة جلست القرفصاء وأمسكت بالهاتف وضغطت علي مفتاح التشغيل لكنه كان مغلقاً نظرت إلي عزيزة المُتخشبة وأظنني ابتسمت لها

  • ياعزيزة الهاتف طفأ –

ردت أختها سميرة

 !هي رمته وأتعصبت واتشنجت ماعرفنا الحصل شنو ؟ –

يمكن كهربته خلصت – 

 آن شاء الله تكون كهرباء عندكم شاحنة طاقة؟ –

كان هذا المقترح منقذاً لي فأخذته سميرة ووضعته في شاحنة الطاقة وتركتنا منقادين لتصلب عزيزة وحيرة التّصرُّف

ونحن في مكاننا وعزيزة متصلبة تتنفس أحيانا والارض من تحتنا تهتز  وترتج زلزلةً مريعةً وفوق رؤوسنا اربعين دليل والشواظ و المائة وعشرين يسطر الرُّعب وصوت الأنتينوف تزِّنُ تحت حلمة الأذن وكل حين ترتج الأرض فنحن نبعدُ من أرض المعركة فقط سبعة كيلومترات وعملياً كل المدينة متأثرة بنسب تزيد وتنقص حسب وضعها

  • اللهم أجعله خيرا –

 هذه صدمة كبيرة فعزيزة تمثال لانعرف ماذا نقدم اليها أو نأخذ منها فقط المسبحة تتحرك في يدها حاولت معها

  • ياعزيزة لا اله الا الله ـ وحدي الله ـ ورينا الحصل شنو ! عشان لو في حاجة نعملها؟ –

لا شئ عيون متحجرة وصمت غريب في هذه الضوضاء والفوضى المريعة فلا خيار الا أن نستحلب الطاقة لتوفر لنا ولو خطاً واحد نطمئن به وقد مرّت دقائق غلاظ من تحت موجات الرعب ولمّا تشحن البطارية بعدُ. سالت أهلها مراراً

 يا أخوانا الحصل شنو؟ –

 نحن سمعنا التلفون ضرب وجينا جارين قلنا دا زوجها مهند نطمئن عليه لكنها فجأة صرخت ورمت التلفون في الأرض كانت خائفة ورفضت أي زول يرفعوا أخيراً رفعته وضربت ليك –

 أه صحيح لكن بس قالت كلمة واحدة قالت لي مهند فماعرفت الحصل شنو؟ –

 أثناء مكالمتها ليك دخلت مكالمة أظنها علقت مكالمتك وصمتت وأخرها رمت التلفون ودي الحالة –

 ياعزيزة مهند أخوي مالوا ؟نحن لازم نكون مؤمنين بكل شئ نحن في حرب فقط نتمني أن يجيرنا الله في مصابنا في شنو؟ فلو حاصل شئ كلمينا عشان ممكن نعمل حاجة يمكن محتاج لمساعدتنا ؟ –

لم يبدو عليها أن سمعتني حتي .كنت أعلم أن حبها لأخي كبيرا وأنها قصرت عيشتها في الدنيا عليه وقد كادت أن تستحوذ علي محبته الكبيرة لي ولكني زاحمتها في محبته فالمحن تجمع الان انا عاجز عن فعل أي شئ سوى رسم سناريوهات للأسواء فهل أستشهد مهند أخي؟ مستحيل لأننا جبلنا علي التخاطر عند المصائب ولدينا تواصل روحي  نبث عبره المكاره  حتي لو كان من خلال رسائل في الأحلام لم أشعر بسوء بالرغم من أكفهرار الدنيا والأجواء كلها تنفس السوء والشؤوم أم أنّ حدث له مايريد فهو تواق للشهادة فهذا الذي دفعه لحمل السلاح مستنفراً وهي نقطة خلافنا أنا ضد الحرب كفعل فالحرب عندي كلها مرفوضة جنحة اخلاقية عرت أخلاقنا وسلوكنا ومبادئنا وتوجهاتنا وشوهت المعايشة والتعايش فقريتنا الأصل لم تُنَزِل رواكيب المواضع والفراشات منها مناصفة بين طرفي الحرب وبينهما رهط من الدّهابة وأهل الدّهوّرة  فنصف القرية من النساء محبوسات حزناً جُلهم فقدن أزواجهن ظلماً فمن قتل جماعية في سوق ومن تمت تصفيته تشبهاً لغرابة وجهه من مُثِّل به أثنياً لحداثة سنه .مهند أخي يظن بأنّه أن لم يخرج للحرب ستدخل الحرب بيوتنا يتمني أن يمنعها او علي الأقل أن لا يكون موجوداً في ظهر البسيطة .الجميع علي حق لقد اختلطت علينا المفاهيم فياترى البطارية دي لسة؟!

وقبل ان أُكمل إسترسالي حدثتني سميرة

  • التلفون شحن خطين –

خطفته منها وفتحته بعد دهر ظهرت القائمة وأخر مكالمة ظهر اسمه يشع نورا كأنّه ينتظرني سقط الهاتف مني مرتين وولكني كنت التقطه قبل أن يصل الأرض  وهداءت من ثم ضغطت علي إعادة الاتصال لاشئ كنت أنظر للهاتف وأقربه لأذني مرة ومرة لفمي (ألو.    ألو)

الشبكة مافيش الظاهر شالوها –

صرخت

ـ تباً شالوها شالوها كيف يعني؟!ولكني لم أتوقف حتي سمعت صوت الهاتف يرنُ فشعرت بنصرٍ وراحة ينقصها فقط كلمة واحدة من مهند ألو

ألو يامهند ألو –

 مهند شنو يازول مهند دا –

أصتكت أسناني وأصابني وقر ولكني أجتهدت لافهم كلمات المتحدث وسط هدير المدافع والرشاشات فلم أسمع شئ لكني ميزت ضحكة ساخرة التفت أنها عزيزة

!قال ليك مهند أخوك  انجغم صاح؟ –

 لا انا ماسمعته لكنه اكيد لقي تلفون مهند و –

لقاه وين؟ –

في ذات اللحظة رنا الهاتف ففتحته

-ألو يامهند –

 يازول أنت ما راكب عدلك ولا شنو مهند ياتو؟مَرّة اخوي دي وينها قاعدة جنبك؟ –

 موجودة أي قاعدة جنبي –

اديني ليها أو افتح الاسبيكر –

فتحت الاسبيكر

!جداً طمنا علي مهند حاله كيف؟

 في نعيم –

 الحمدلله شايفة ياعزيزة أها قالوا ليك مهند في نعيم أسمع يا أخي انت منو عشان نطمئن عليه أكثر –

 أنا الزول الجغمهم كلهم رسلتهم للخالق هم في نعيم .معاك ملك الموت شخصيا هاهاها أفرشوا طوالي وهسع هم  لو قريبين في السماء ذات البروج هاهاها –

أختطفت منها مسبحتها

  • ياعزيزة هو مجرد سارق سرق الهاتف ويريد ان يسرق منا راحة البال –

أشرق وجهها قليلا ولكن أظلمت الدنيا أمامي امهند ملقي في العراء منهشة للكلاب والضباع وتتراكم عليها ذارات الرمل الفاتر ليصبح كثب رملي ! امنيته حويصلاء طير الجنة لقد اراد الموت ولكنه لم يريد ان يسلبنا حق التشييع ولا الدفن اللائق ولا علمنا بأنه مختار .أمي ستحزن ولكنها ستتصبر بنسختي الخاوية الحائرة هي القسمة قسمت أقدارنا وفرقتنا حسب أعتقادنا وفهمنا لعبثية الحرب.

 _*كُتْكُرِى عاصفة ترابية تسبق الامطار_

أحمد محمد نور كمندان

يتبع الملف الثقافي والاجتماعي

الحوار أسلوب حياة

 في بلادي، الحوار ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو أسلوب حياة، نهج متجذر في  وجداننا، وأداة سحرية تبني جسور التفاهم بين الأفراد والمجتمعات. إنه المفتاح الذي يفتح أبواب التغيير، والمصباح الذي ينير دروب المستقبل. نجح السودانيون، كثيرا في تحويل التحديات إلى فرص، والخلافات إلى توافقات، بل صنعوا نموذجًا فريدًا يبرهن أن القوة الحقيقية لا تكمن في الصراخ أو الإقصاء، بل في الاستماع والفهم والتفاعل بروح المسؤولية. 
الحوار ليس رفاهية، بل ضرورة تفرضها إيقاعات العصر، حيث التغيرات متسارعة، والتطور لا ينتظر المترددين.
الحوار في الشارع في البيت في   المدرسة، وفي أروقة المؤسسات، الحوار هو الطاقة المحركة للتقدم، وهو سر نهضة الشعوب. فمن خلاله نرتقي بفكرنا، نوسع آفاقنا، 
  الحوار طريق للتفاهم والتلاحم بين شرائح المجتمع،  الحوار قوة لا تُقهر، تبني ولا تهدم، تُوحد ولا تفرق!
فهذه دعوة منا إلى حوار يقود البلاد إلى بر الأمان

ريشة الفنان العالمي حسين ميرغني

سلام يا وطن

بعد زمنٍ طويل، عدنا إلى منازلنا، والشوق يسبق خطواتنا كأنه دليليعيدنا إلى زوايا 
الحنين. تتسارع الذكريات لتسبقنا، تُرشدنا إلى كل زاوية وكل ركنٍ عشناه وأحببناه. نلامس الجدران بحنان، كأنما نحتضن ذكريات خالدة لم تغب عنّا. نستنشق عبق التربة الذي يحمل في طياته كل الحكايات واللحظات التي عشناها هنا.  
 
الوطن ليس مجرد مساحة على خريطة، بل هو نبض الحياة، هو ذلك الشعور بالطمأنينة والانتماء. هو صوت الضحكات التي تملأ ليالي الشتاء الطويلة، ورائحة الخبز الطازج التي تزين صباحاتنا، وهو الفخر الذي يغمُرنا عندما يرفرف العلم عاليًا. الوطن، بكل تفاصيله الصغيرة، هو البيت الكبير الذي يحتوينا رغم بعد المسافات واختلافاتنا.  
 
عندما نعود إلى الوطن، فإننا لا نعود فقط إلى مكان، بل نعود إلى أنفسنا. يعيد الوطن ترتيب أحلامنا ويمنحنا القوة للاستمرار. يعلمنا أن الحب والانتماء هما مصدر الإلهام الذي يُضيء لنا الطريق رغم كل التحديات.  
 
وحينما ظننت أنني عدت، أدركت أن الرحلة ما زالت قائمة، وأن العودة التي أعيشها ما هي إلا رسم في مخيلتي يحملني إلى واقع آخر.  
 
سلام يا وطن، سأظل أبحث عنك في مساحات الأمل حتى ألقاك حقًا وأعيش تلك اللحظة التي تزهر فيها كل الأحلام.  
ابقوا الصمود

بقلم الاستاذة : أسماء الشاعر

حزام الصمغ العربى المخاطر والمالات المخاطر

بروفسير النور عبدالله الصديق كلية الغابات/جامعة الخرطوم
مقدمة
يتميز حزام الصمغ العربى بموارده الغنية، إذ تمتد الاراضى الطينية والرملية على مداه، من غرب السودان إلى شرقه، المتميزة بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية الغذائية والاقتصادية متكاملة مع تنوع شجرى واسع وفى مقدمتها أشجار الهشاب والأشجار الخشبية. وتمتزج معها المراعى  الغنية. تتخلل الحزام شبكة من موارد المياة المختلفة. تتكامل كل هذه الموارد لدعم السكان والدولة بمنتجاتها وخدماتها الاقتصادية.
 
موارد حزام الصمغ
يمتد حزام الصمغ العربى بوسط السودان على مدى مساحة تقدر بخمسمائة  الف كيلومتر مربع تعادل خمسين مليون هكتار (120  مليون فدان). متمددا عبر ثلاثة عشر ولاية من حدود السودان الغربية إلى حدوده الشرقية.
تعتبر شجرة الهشاب احد أعمدة الاقتصاد فى السودان والمنتج الرئيس للصمغ العربي. وتمثل شجرة الهشاب عنصرا مهما فى حياة المزارعين على مدى امتداد الحزام وذلك بتكامل مع الزراعة التقليدية بالحيازات الصغيرة، تتم ادارتها بواسطة المزارعين باختلاط الأشجار مع المحاصيل الغذائية مثل الدخن والذرة والاقتصادية مثل الفول السودانى والكركدى. اضافة لما تقدمه الأشجار والمخلفات الزراعة من فرص الرعى. 
 ويمتاز صمغ الهشاب بالجودة العالية وبخصائص كيميائية تجعل استخدامه الأنسب لإنتاج المنتجات الصناعية مثل الأدوية والحلويات والأفلام وصناعة الاقمشة الملونة والزجاج والمشروبات المعدنية. 
ولصمغ الهشاب أهمية كبيرة فى المجالات الطبية اهمها علاج الفشل الكلوى وتنظيم الدورة الدموية. 
يحتكر السودان إنتاج وتجارة الصمغ العربى.  ويعتبر المصدر الأكبر عالمياً للصمغ العربي بإنتاجه الذى تجاوز 80% من الإنتاج العالمي.
 
يمثل الصمغ العربى مرتكزا أساسيا لمواطنى الحزام من النواحى المعيشية واقتصاد الأسرة لما يزيد عن ثلاثة مليون اسرة من المزارعين والرعاة والعاملين الزراعيين والتجار التقليديين.
 
ويعتبرالصمغ العربى أحد الصادرات الزراعية الرئيسة في السودان، إذ تم ادراجه ضمن أهم عشرة صادرات السودان حتى عام 2020.
 
يبدأ موسم طق أشجار الهشاب المنتجة للصمغ في نوفمبر وذلك عند بداية تساقط الأوراق كمؤشر  لبدء عمليات طق الاشجار. ويتزامن ذلك مع نهاية موسم الإنتاج الزراعى. وهذه ظاهرة لها أهمية كبيرة كدليل للتكامل الزراعى والأشجار الاقتصادية حيث يساهم الإنتاج الزراعى فى تمويل عمليات طق الأشجار. يستمر إنتاج الصمع العربى على مدى ثلاثة أشهر وذلك بعد أربعين يوم بعد عملية الطق. إذ يبدأ الإنتاج فى بدايات ديسمبر وينتهي فى بدايات ابريل. وهذه فترة بعد موسم الحصاد الزراعى يتحصل خلالها المزارعون على مصادر دخل اضافية من أعمال طق الأشجار وحصاد الصمغ وبيعه.
وظلت موارد الصمغ العربى تساهم فى اقتصاد الدولة والمواطنين على مدى قرون من الزمن، حيث كانت الأشجار تنتج الصمغ خلال موسم يمتد بعد موسم حصاد المحاصيل. 
 
-مخاطر إنتاج الصمغ العربي
ومنذ نهاية السبعينات من القرن العشرين ظل إنتاج وتسويق الصمغ العربى يواجه مخاظر جسيمة ترتبط بالتغيرات المناخية، والفقر والنزاعات والحروب.
 
وخلال فترات الحروب خاصة حرب عام 2023م كان التأثير على إنتاج الصمغ العربى سالبا تسبب فى تناقص الانتاج بسبب تأثير الحرب على حركة المزارعين المنتجين والتجار وذلك في ظل وقوع أغلب مواقع الإنتاج والولايات المنتجة بمناطق العمليات الحربية خاصة ولايات كردفان ودارفور. 
 
وقد كان للحروب اثرا سالبا خلال العامين الاخيرين بسبب المخاطر التى يواجهها المنتجون نتيجة انعدام الامن. وتعتبر الحروب أقسى تأثيرا على المنتجين والإنتاج. 
لكن انتاج الصمغ العربى بدا يتدنى تدريجيا  منذ منتصف السبعينات من القرن العشرين.
وتعتبر التغيرات المناخية من أهم اسباب تدهور الإنتاج منذ ذلك الزمن. التغيرات المناخية كان لها أثر مباشر على أشجار الهشاب. الجفاف الذى نتج عن تدنى كميات الامطار وتذبذب توزيعها أدى لموت أشجار الهشاب وتساقطها بكميات كبيرة على مدى الحزام. 
كذلك أدى تناقص كميات الامطار إلى تدنى الإنتاج الزراعى وارتفاع أسعارها مما دفع بالمزارعين إلى قطع أشجار الهشاب بغرض التوسع فى زراعة المحاصيل وتعويض نقص الإنتاج الزراعى. 
 
وبسبب تناقص الامطار فى مناطق شمال الحزام بدأ حزام الصمغ العربى يتراجع جنوبا إلى مناطق تبعد أكثر من أربعين كيلومتر. وبالتالي فقدت مناطق الخبرة فى عمليات إنتاج الصمغ العربى مورد إنتاج الصمغ بينما انتقل الجزء الجنوبى من الحزام إلى مناطق بجبال النوبة واعالى النيل، حيث تنعدم خبرات الإنتاج. 
 
 وتزداد المؤشرات السالبة على إنتاج الصمغ العربى سوءا بفعل البشر المتمثل في عمليات القطع الجائر وانتاج الفحم وعمليات الرعي غير المرشد. 
نتيجة لكل هذه العوامل من النزاعات والحروب وتغيرات المناخ وتغول البشر بالقطع، ظل إنتاج الصمغ العربى فى السودان فى حالة تدهور متواصل. 
 
-المعالجات
يمكن إجراء معالجات لدرء
 المخاطر التى يواجهها إنتاج الصمغ العربى فى السودان. وتوجد مداخل كثيرة لتبنى عملية درء المخاطر التى يواجهها إنتاج الصمغ العربى.
اولا الاستفادة من خبرات المزارعين بالمناطق الشمالية للحزام والتى تدهورت بسبب الجفاف. ويتم تبنى ممارسات المزارعين السابقة والتى تساعد على إعادة تعمير جنائن الصمغ وذلك بتبنى تقانة حصاد المياة بالحيازات وزراعة أشجار الهشاب بالبذور والشتول وذلك لإعادة تعمير الشريط المالى ومناطق أخرى على مدي الحزام.
يتم زراعة أشجار الهشاب كاحزمة حول حدود الحيازات وكاشجار مشتتة داخل الحيازة.
التدريب وبناء القدرات لمزارعى المناطق بجنوب الحزام وارشادهم بتقانات الزراعة وعمليات الإنتاج. 
تبنى نظم الإدارة المستدامة بالحيازات بنظام التكامل الزراعى وزراعة المحاصيل بين الأشجار.
الالتزام بعدم قطع الأشجار حتى تبلغ عمرها حين تتوقف عن إنتاج الصمغ ويتم تعويضها بزراعتها بعد القطع.
تعميم نظم الإدارة المستدامة على مدى اتساع الحزام من الشرق إلى الغرب. ودعم نظم التعمير والادارة المستدامة بالتشريعات والقوانين اللازمة. 
تكوين جمعيات تعاونية للمزارعبن والالتزام بنظم ولوائح الجمعية. وتلتزم الجمعيات بمساعدة المزارعين بحل مشاكل التمويل والزراعة والإنتاج والتسويق، ويشمل ذلك تطوير عمليات الإنتاج ونظافة الصمغ والفرز.
وتحتاج برامج التعمير إلى دعم مؤسسات الدولة ومنظمات التمويل للاسراع واستمرار برامج التعمير.
[٥/‏٤, ٦:٤٦ ص] Nazik Osman: كل المقالات ملف اجتماعي
[٥/‏٤, ٦:٤٧ ص] Nazik Osman: ما عدا الصفحات الاخير واحدة ملف ثقافة ومنوعات والأخير ملف رياضة
[٥/‏٤, ٦:٤٩ ص] Nazik Osman: السلام الدائم ومعضلة الدولة الريعية في السودان 
 
تواجه الدولة السودانية أكبر تحد وجودي لها منذ نشأتها حيث يشير المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي السوداني الي تشظي ليس له مثيل في التاريخ ، وهو الامر الذي ادي الي اتساع الهوة والانقسامات افقياً  ورأسيًا بين مختلف المكونات السودانية وبل زيادة النزعات الانفصالية بالتزامن مع تدخلات أجنبية مكشوفة وبأجندة واضحة مع استمرار الحرب المدمرة والتي بدورها اثرت سلبا علي النسيج الاجتماعي المتهالك اصلا ،الامر الذي يجعل من ضرورة تحقيق السلام الدائم واعادة بناء الدولة وفق عقد اجتماع جديد امرا ملحا وفي غاية الاهمية وذلك ليس فقط لمنع الاجندة الاجنبية من تحقيق اهدافها بل ايضا للحد من السقوط المتسارع نحو  القاع ومن تكرار هذه التجربة المريرة. وعليه ينبغي اعادة قراءة تاريخنا الملي بالانتكاسات واستخراج العبر والبدء فورا في رسم خارطة طريق جديدة وتجنب الفخاخ التاريخية التي وقعت فيها الدولة السودانية والتي تحتل اليوم وبجدارة اعلي قمة الدول الفاشلة. وتجدر الاشارة هنا  الي ان السودان في العقود الاخيرة وُصف  ايضا بعدة صفات عكست اجمالا ازماته المعقدة وضعف بنية الدولة السودانية، علي سبيل المثال وصفت الدولة السودانية بأنها دولة منبوذة”، “دولة مارقة”، “دولة فاشلة”، أو “دولة هشة” من قبل وسائل الإعلام الدولية والباحثين – وهي مصطلحات حاولت في مجملها وصف الواقع المعقد لدولة ابتليت لعقود من الحروب الأهلية وعدم الاستقرار. 
ومع ذلك، هناك إجماع على أن العقلية الريعية التي شكلت الدولة السودانية الحديثة والتي ورثتها وتبنتها النخب السودانية من العهد الاستعماري والتي تركت بعد خروجها من السودان طبقة ريعية من النخب والبيوتات والتي سارت بنفس اساليبها وجعلت الدولة السودانية الحديثة دولة ريعية بامتياز وكانت وراء فشل كل المحاولات لارساء دعائم دولة المؤسسات والحقوق. فما هو الاقتصاد
الملف السياسي ومقالات الرأي

عبدة الأصنام

دكتورة إيمان عبدالكريم البدوي

 ارادونا أن نكون عبدة للأصنام نحن أهل هذا البلد الطيب… فكذبوني يا من اردتم ذلك ان استطعتم.. نصنع من العجوة صنما.. حين نجوع نأكله و تجثم على صدورنا نخلة..
         نحتاجه ويخيفنا سيد اللبن وسيد الدكان وسيد البييت…كلهم اخافونا وفي حضرتهم شعرنا بالصغر…
.. وإليهم توسلنا وعطاؤهم رجونا.. والهلال سيد البلد وهيثم سيدا.. وأبو اللمين سيدا.. وست الريد شالت روحي في ايدا.. ويا من فاح طيب رياه على ميت الهوى احياه..
         لم نتربي على حب الوطن..وما أنشأنا أبناءنا على الوطنية.. فنشانا ونحن نبجل ونجل ونعظم من يسودنا ويسود حياتنا.. ويستبد بما تغول عليه جورا … جاءنا على دبابة على ظهرها لأول مرة ظهر.. او جاءنا عبر تزوير الصندوق … أو جاءنا لأنه سليل تاريخ كذوب أشر.. وشرهم من استغل الدين وسيلة لغاية.. وهو والغ في الرذيلة والغواية..
            وكلهم ما رسخوا فينا حب الوطن.. بل وسخوا الدواخل فينا والسحن..  ارادونا عبيدا نكفر بالوطن
 
 ولكن زاد ايماننا بالوطن…و قريبا سوف يأتيكم ما لم تكونوا ترقبون.. وتأملون.. سياتيكم مارد الثورة وسيأكل العجوة ولن يبقى هناك صنم … فالوطن في عرف الثوار أكبر من أن يلتهم..

نشأة وتطور الحركة التعاونية العالمية

محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي مستشار التعاونيات والتنمية المستدامة، التدريب وبناء القدرات

التعاون ظاهرة اجتماعية، قديمة قدم البشرية وشمل العديد من أنماط النشاط الجماعي بين الأفراد كالعون والتضامن والمساعدة المتبادلة وذلك لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية لا يمكن تحقيقها بالمجهود الفردي. أما التعاون المنظم كوسيلة وأداة أصلاحية وتصحيحية في المجتمع برز بصورة واضحة في أعقاب الثورة الصناعية بأوربا في منتصف القرن الثامن عشر كرد فعل للمساوئ الناجمة عن فشل الرأسمالية، بالاستغناء عن أعداد كبيرة من العمال، وانتشار العطالة، انخفاض وتدني مستوى المعيشة، استغلال النساء والأطفال في الإنتاج الرأسمالي لانخفاض أجورهم وظهور كثير من الأمراض والعلل الاجتماعية الخطيرة. ويعتبر روبرت أوين 1771-1858 الأب الروحي للتعاون والذي حاول تطبيق أفكاره الإصلاحية عن طريق جمع جهود العمال تعاونياً،

وعلى الرغم من الإخفاقات التي لازمت التجربة إلا أنها كانت كافية لانطلاق التجربة التعاونية العالمية الرائدة  لرواد روتشيديل، حيث اجتمع في 1843 م، 28 عاملاً من بينهم امرأة بمدينة روتشيديل الإنجليزية معلنين أول جمعية تعاونية ناجحة في العالم، ثم انتقلت التجربة إلى بقية المدن البريطانية وإلى بقية دول أوروبا والعالم. إن جوهر التعاون وطبيعته وظروف نشأته تقضي بحرية واستقلال ومساواة أعضاء التعاونية وتسيير ورقابة جمعيتهم التعاونية وهو ما يعبر عنه ويترجمه مبدأ الديمقراطية التعاونية أي الإعتراف بالسلطة العليا وعلى قدم المساواة لكافة الأعضاء الذين تكونت منهم ومن أجلهم الجمعية التعاونية بأن لهم حق وسلطة قيادتها وتقرير مصيرها.  
“التعاونيات من أجل بناء عالم أفضل” شعار الحلف التعاوني الدولي ICA فالتعاونيات وسيلة وأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة والارتفاع بمستوي المعيشة للاعضاء وغير الاعضاء خاصة الحرفيين والمزارعين والشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة. ويتوقف نجاحها علي التأسيس الجيد وفقا للأسس والقيم والمبادئ التعاونية الدولية (الحلف التعاوني الدوليICA ) وعلي الرغبة والاحتياج الفعلي للمواطنين أصحاب المبادرة لتكوين التعاونيات في ظل سياسات وبرامج واضحة تطور وتفعل دورها التنموي. 
فالحلف التعاوني الدولي (International Co-operative Alliance ICA) يركز عبر المشروعات التعاونية الإنتاجية المستدامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، للنساء والشباب، المزراعين والحرفيين، المرأة المعيلة والأشخاص ذوي الإعاقة ودعمهم وتمكينهم اقتصاديا واجتماعيا، بتنظيمهم في كيانات إنتاجية قانونية بجهاز إداري حديث فعال. وبذلك يمكنها  الاستفادة القصوى من الإمكانات الفردية المبعثرة عبر التعاونية وتحقيق أهداف لا يمكن تحقيقها فرديا. 
لقد أثبتت التعاونيات قدرتها الفائقة والفاعلة في تعزيز مشاركة كافة الاشخاص بمختلف البيئات والثقافات (النساء والشباب والمسنون والأيتام والمرأة المعيلة والاشخاص ذوو الاعاقة) على أتم وجه ممكن فى التنمية المستدامة، ما يجعل التعاونيات عاملا رئيسيا من عوامل التنمية المستدامة، والتخفيف من حدة الفقر. 
التعاونيات تدعم هذه الفئات المهمشة عبر المشروعات التعاونية الإنتاجية المستدامة، حيث ادركت الامم المتحدة المساهمة المهمة التى تقدمها التعاونيات، بمؤتمر القمة العالمى للتنمية الاجتماعية والمؤتمر العالمى المعنى بالمرأة، ومؤتمر الامم المتحدة الثانى للمستوطنات البشرية (الموئل الثانى)، ومؤتمر القمة العالمى للاغذية، والجمعية العالمية الثانية للشيخوخة والمؤتمر الدولى لتمويل التنمية ومؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة ومؤتمر القمة العالمى لعام 2005 حتى الأحتفالية العالمية في 2012 بالسنة الدولية للتعاونيات، ثم السنة الدولية للتعاونيات 2025 تحت شعار “التعاونيات من أجل بناء عالم أفضل”. 
وطالبت الامم المتحدة الأهتمام بالتعاونيات واذكاء الوعى بمساهمتها فى التنمية المستدامة، فاستجابت العديد من الدول موفرة الدعم والبيئة المناسبة لتأسيس تعاونيات ناجحة مستدامة، فى كافة المجالات بحيث تكون قادرة علي الاسهام فى تحقيق التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر وتهيئة سبل العيش الكريم. 
فالتقارير المتواترة للأمم المتحدة توضح إن جوهر التعاون وطبيعته وظروف نشأته تقضي بحرية واستقلال ومساواة أعضاء التعاونية وتسييرها ورقابتها وفقا لمبدأ الديمقراطية التعاونية الذي يعني الاعتراف بالسلطة العليا وعلي قدم المساواة لكافة الأعضاء الجمعية التعاونية. فيكون لهم بذلك حق وسلطة قيادتها وتقرير مصيرها بحيث لا تكون حركة جمعيتهم مفروضة بواسطة سلطة خارجية وإنما خاضعة للإرادة الجماعية للأعضاء ومعبرة عن مصالحهم وحاجاتهم المشتركة والتي تكونت الجمعية بغرض إشباعها أفضل إشباع ممكن (التنمية من أسفل). 
يتحقق ذلك في الواقع العملي بممارسة الأعضاء لحقوقهم وسلطاتهم كمنتجين وكأعضاء تعاونيين من خلال تشكيلاتهم الديمقراطية الحرة، وأهمها الجمعية العمومية ومجلس الإدارة، فالديمقراطية التعاونية هي الأصل التعاوني العام وأهم مقومات نجاح التعاونيات. وفي 4 يوليو 2015 تم إعلان الحلف التعاوني الدولي الذكرى 93 لليوم العالمي للتعاونيات تحت شعار “باختيارك التعاونيات تختار المساواة” باعتبار المساواة من القيم الأساسية الضامنة لكافة المواطنين. 
لقد وضعت الحركة التعاونية المساواة منذ انطلاقها في صلب اهتماماتها بإنشاء نموذجا اقتصاديا يرتكز على مقومات الديمقراطية ويشجع المساواة ففي عام 1843 أصبحت إليزا برييرلي(Eliza Brierley)  أول امرأة  عضوة في تعاونية رواد روتشديل  في مرحلة لم يكن للنساء أي حق في الملكية وفي الشأن العام عموما، رواد روتشديل (Rochdale) ركزوا علي عدم التمييز بين أعضاء التعاونية ذكورا أو إناثا، وأصبح ذللك المعيار مبدأً  رئيسيا  صادقت عليه والتزمت به التعاونيات في كل العالم.
الكاتب : الوليد عبدالرحمن

 


الهوية السودانية: صراع التعددية والانتماء

مشكلة الهوية في السودان بين العروبة و الإنتماء الأفريقي

مقدمة

السودان دولة جسر بين أفريقيا والعالم العربي، لكن تاريخه المعقد جعله ساحة لصراع هوياتي بين “العروبة” و”الأفارقة”. هذه الإشكالية ليست ثقافية فحسب، بل سياسية واقتصادية واجتماعية، وتُعد أحد أسباب الحروب الأهلية والانقسامات التي شهدها السودان منذ الاستقلال (1956) حتى انفصال جنوب السودان (2011) وما بعده.

 

الجزور التاريخية للصراع

  1. ما قبل الاستعمار:
  • تنوع إثني ولغوي وديني (قبائل نيلية، نوبية، عربية، أفريقية).
  • الهجرات العربية والإسلامية (من القرن السابع) خلقت تمازجًا ثقافيًا، لكنها أيضًا رسخت تسلسلًا هرميًا اجتماعيًا.
  1. الاستعمار البريطاني (1899–1956):
  • سياسة “فرّق تسُد”: فصل الشمال (المسلم الناطق بالعربية) عن الجنوب (المسيحي/الوثني متعدد اللغات).
  • تعزيز النخبة العربية في الحكم، وإهمال المناطق الطرفية.
  1. ما بعد الاستقلال:
  • هيمنة النخبة في المركز على السلطة والموارد.
  • حروب أهلية متكررة (1955–1972، 1983–2005) بسبب التهميش السياسي والاقتصادي.

الثنائية الثقافية: العروبة مقابل الأفارقة

  1. الهوية العربية-الإسلامية:
  • ربطت الحكومات المتعاقبة (خاصة نظام البشير 1989–2019) الهوية السودانية باللغة العربية والإسلام.
  • فرض “التعريب” عبر المناهج التعليمية والإعلام .
  • الاستعلاء العرقي بادعاءات النسب العربي لتبرير الصفوية والمكانة اااجتماعية
  1. الهوية الأفريقية:
  • تمسك قبائل الفور، النوبة، البجا، وغيرها بلغاتها وثقافاتها الأفريقية.
  • رفض التهميش و”العروبة القسرية”، والمطالبة بالاعتراف بالتعددية.
  • ارتباط الهوية الأفريقية بالمطالب السياسية (مثل الحكم الذاتي، تقاسم السلطة والثروة).

البُعد السياسي والاقتصادي

  1. المركزية والاستبعاد:
  • تركيز السلطة في الخرطوم، واستغلال موارد الأقاليم (النفط، الذهب، الأراضي الزراعية).
  • إهمال تنمية المناطق الطرفية (دارفور، كردفان، النيل الأزرق الشمال النوبي).
  1. الصراعات المسلحة:
  • حرب دارفور (2003–الآن):
  • صراع بين “القبائل العربية” (مدعومة من الحكومة) و”القبائل الأفريقية” (مثل الفور والزغاوة وحرب الجنوب).
  • اتهامات بـ”الإبادة الجماعية” وتدويل الأزمة.
  • انفصال الجنوب (2011):
  • نتيجة تراكم التهميش العرقي والديني، لكنه لم يحل أزمة الهوية في الشمال.

أزمات ما بعد 2011

  1. الثورة السودانية (2018–2019):
  • هتافات الثوار مثل “حرية، سلام، وعدالة” تجاوزت الانقسامات العرقية.
  • مطالبات بإسقاط نظام البشير وبناء دولة مدنية لا مركزية متعدد الهويات تعترف بالمواطنة المتساوية فقط..
  1. الحكومة الانتقالية (2019–2021):
  • محاولات لإلغاء قوانين التمييز (مثل قوانين النظام العام).
  • توقيع اتفاقية جوبا للسلام (2020) مع الحركات المسلحة في دارفور وجنوب النيل الازرق وشرق السودان ومسار الوسط ومسار الشمال.
  • مع ذلك، استمرت التحديات الأمنية والانقلابات (مثل انقلاب أكتوبر 2021).

نماذج من الصراعات

  1. حرب دارفور هل من أجل الهوية:
  • تصنيف الصراع في دارفور كـ”عربي ضد أفريقي” يخفي تعقيداته الاقتصادية (الصراع على الأرض والماء).
  • دور الخطاب الإعلامي والسياسي في تأجيج العنف.
  1. النوبة: مقاومة التهميش:
  • النوبة كرمز للهوية الأفريقية: الحفاظ على اللغة والثقافة رغم سياسات التعريب.
  • النزاع حول سد كجبار وكيفية تأثيره على الهوية النوبية.

التحديات والحلول المقترحة

  1. التحديات:
  • هيمنة النخبة العربية التقليدية على الدولة.
  • غياب العدالة الانتقالية في مناطق النزاع.
  • التدخلات الخارجية (دول عربية وأفريقية) التي تعمق الانقسام.
  1. الحلول:
  • الاعتراف الدستوري بالتعددية:
  • جعل السودان دولة لجميع مواطنيها بغض النظر عن العرق أو الدين.
  • اللامركزية السياسية:
  • توزيع السلطة والموارد بين الأقاليم
  • إصلاح التعليم:
  • تدريس التاريخ السوداني بكل تنوعه، وإحياء اللغات المحلية.
  • المصالحة الوطنية:
  • محاكمات جرائم الحرب، وتعويض ضحايا النزاعات.

خاتمة

الهوية السودانية ليست معادلة ثنائية (عربي/أفريقي)، بل فسيفساء ثقافية تتعرض لاستغلال سياسي. الحل يكمن في تجاوز الخطابات الإقصائية وبناء دولة تقبل التنوع كقوة وطنية. الثورة السودانية كانت بداية، لكن الطريق لا يزال طويلًا نحو المصالحة الحقيقية.


أسئلة للنقاش

  1. هل يمكن الإستفادة من تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة التنوع وتأيس سياسي مشابه له؟
  2. هل يمكن فصل الهوية السودانية عن الدين الإسلامي؟
  3. كيف تؤثر العولمة على الصراع الهوياتي في السودان؟
  4. ما دور الفن والأدب في تعزيز الهوية المشتركة؟ مثل تجربة مدرسة الغابة والصحراء وهي حركة شعرية ثقافية تأسست في أوائل الستينات من القرن الماضي، وتعد من أبرز تيارات الحداثة الثقافية والأدبية في السودان في القرن العشرين رأت في مفهوم التمازج العربي الذي رمزت له بالصحراء والأفريقي ودلت عليه بالغابة كخطاب لمسألة الهوية السودانية.

الوليد عبدالرحمن

دكتور فضل محيي الدين الطاهر

السلام الدائم ومعضلة الدولة الريعية في السودان

 
تواجه الدولة السودانية أكبر تحد وجودي لها منذ نشأتها حيث يشير المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي السوداني الي تشظي ليس له مثيل في التاريخ ، وهو الامر الذي ادي الي اتساع الهوة والانقسامات افقياً  ورأسيًا بين مختلف المكونات السودانية وبل زيادة النزعات الانفصالية بالتزامن مع تدخلات أجنبية مكشوفة وبأجندة واضحة مع استمرار الحرب المدمرة والتي بدورها اثرت سلبا علي النسيج الاجتماعي المتهالك اصلا ،الامر الذي يجعل من ضرورة تحقيق السلام الدائم واعادة بناء الدولة وفق عقد اجتماع جديد امرا ملحا وفي غاية الاهمية وذلك ليس فقط لمنع الاجندة الاجنبية من تحقيق اهدافها بل ايضا للحد من السقوط المتسارع نحو  القاع ومن تكرار هذه التجربة المريرة. وعليه ينبغي اعادة قراءة تاريخنا الملي بالانتكاسات واستخراج العبر والبدء فورا في رسم خارطة طريق جديدة وتجنب الفخاخ التاريخية التي وقعت فيها الدولة السودانية والتي تحتل اليوم وبجدارة اعلي قمة الدول الفاشلة. وتجدر الاشارة هنا  الي ان السودان في العقود الاخيرة وُصف  ايضا بعدة صفات عكست اجمالا ازماته المعقدة وضعف بنية الدولة السودانية، علي سبيل المثال وصفت الدولة السودانية بأنها دولة منبوذة”، “دولة مارقة”، “دولة فاشلة”، أو “دولة هشة” من قبل وسائل الإعلام الدولية والباحثين – وهي مصطلحات حاولت في مجملها وصف الواقع المعقد لدولة ابتليت لعقود من الحروب الأهلية وعدم الاستقرار. 
ومع ذلك، هناك إجماع على أن العقلية الريعية التي شكلت الدولة السودانية الحديثة والتي ورثتها وتبنتها النخب السودانية من العهد الاستعماري والتي تركت بعد خروجها من السودان طبقة ريعية من النخب والبيوتات والتي سارت بنفس اساليبها وجعلت الدولة السودانية الحديثة دولة ريعية بامتياز وكانت وراء فشل كل المحاولات لارساء دعائم دولة المؤسسات والحقوق. فما هو الاقتصاد الريعي Rentier Economy  ما هي الدولة الريعية؟
الاقتصاد الريعي هو نوع من الاقتصاد الذي يعتمد بشكل رئيسي على الدخل الناتج من الاستخراج والتصدير للموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن، دون تنويع أو تطوير القطاعات الانتاجية الأخرى من الاقتصاد. وقد عكست الميزانيات السنوية بوضوح هذا السلوك الريعي وعلي سبيل المثال في السودان يشكل الذهب الحصة الاكبر من الايرادات حسب ما اشارت ميزانية الدولة لعام 2025 بينما يحتل بند الامن والدفاع بالإضافة الي بند الرواتب النسبة الاكبر من المنصرفات وهي ميزانية لم تختلف كثيرا عن ميزانيات العقود الماضية من حيث اعتمادها علي الموارد الطبيعية-
وبناء علي ذلك يمكن تعريف الدولة الريعية بانها هي الدولة التي تشمل مجمل ميزانياتها او جزء كبير منها عائدات الثروات الطبيعية مثل البترول والذهب والغاز وكما يمكن اعتبار التحويلات المالية للمهاجرين والمغتربين جزء من الريع او الاقتصاد الريعي. وغالباً ما تستحوذ فئة قليلة من النخب الحاكمة على الثروات لتعزيز قبضتها على السلطة واستخدامها للتحكم في الحراك الاجتماعي وللحيلولة دون الوصول لدولة القانون ودولة المؤسسات والانتاج كبديل عن الاكتفاء بتوزيع الحصص الريعية. وتمثل استقلالية النخب الحاكمة عن المواطنين من الناحية المالية وفي ادارة وتوزيع تلك الثروات دون اي آلية للرقابة عاملا رئيسيا للفساد والاستبداد وتؤكد التجربة السودانية بان الاستبداد والاقتصاد الريعي متلازمين الامر الذي يشير بدوره الي اهمية احداث تغير جذري للمذهب الاقتصادي والتحول نحو الاقتصاد الانتاجي لكسر هذه الثنائية الشريرة. فضلا عن ذلك تعمل السلطة على توزيع اموال الريع للفئات والمناطق التي تعتمد عليها للبقاء في الحكم. وهذا بدوره ادي الي ظهور الحركات الجهوية والاثنية المسلحة التي تطالب بحقوقها في اموال الريع وكما استولت بعض هذه المجموعات على مصادر ثروات الدولة الريعية لتمويل انشطتها العسكرية وصارت دولة داخل دولة. 
 
وعليه يمكن القول بان العقلية  الريعية من أهم التحديات التي تواجه السودان في عملية بناء دولة المؤسسات  ودولة القانون ولعل من اهم اسباب تعثر ثورة ديسمبر تتمثل في تماهي القوة المدنية مع العقلية الريعية بدلا من حسمها واتخاذ القرارات الكفيلة  والحاسمة بذلك، ونتمنى أن يعي الجميع الدرس من هذه الحرب المدمرة والتي نامل ان تدمر ايضا العقلية الريعية للنخب السودانية واستبدالها بعقلية تدرك كيفية ادارة التنوع الاقتصادي والسياسي والثقافي والاثني ويمكن ادراج هذه العملية تحت ما اطلق عليه عالم الاقتصاد شومبيتر الهدم البناء او Creative Destruction حتي يتم اعادة بناء الدولة السودانية وفق اسس سليمة تضع المواطن في قلب العملية التنموية وذلك من خلال تبني برنامج اقتصادي انتاجي شامل وشفاف يضمن الفرص المتساوية والتوزيع العادل للثروة والسلطة.   وبذا تصبح الدولة طرف ضمن أطراف أخرى في العملية الإنتاجية الامر الذي يساعد في وضع الضوابط والموازين Checks and Balances لتفادي اي انحراف او تغول من اي طرف من الاطراف. 
وعلي ضوء ما ذكر اعلاه، فان جهود بناء دولة قوية وسلام دائم في السودان يتطلب اولا تحجيم الدولة الريعية والتوجه نحو بناء دولة المؤسسات القوية وليست دولة المصالح الشخصية او الحزبية وذلك من خلال تبني مذهب اقتصادي يضع المواطن في قلب العملية الاقتصادية ومصدرا للضرائب التي تحرك دولاب الدولة  ومحورا لكل السياسات وبالتالي مصدرا للشرعية والسلطة وهو الامر الذي سيتمخض عنه تنويع مصادر الدخل، تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وتطوير القطاعات الأخرى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وحتما سيشارك المواطن الذي تحصل على حقوقه الاقتصادية والسياسية كاملة ضمن دولة المؤسسات بفعالية كاملة في محيطه الامر الذي سيجعل من احتمال حمله السلاح ضد الدولة امرا مكلفا وغير منطقي باعتبار ان رغباته وتطلعاته ستُلبى ضمن دولة القانون. وهذا بدوره يعزز من فرص السلام الدائم ويرفع من تكلفة التمرد علي الدولة او ما يسمي كُلفة الفرصة البديلة
 
Opportunity   Cost  وعليه نأمل ان يضع الجميع الاجندة الوطنية فوق كل اعتبار لتحقيق السلام الدائم والتوصل لأرضية مشتركة لوضع استراتيجية  متكاملة لاعادة البناء ولمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومعالجة سلبيات الدولة الريعية باعتبارها نقطة الضعف أو كعب أخيل Achille  Heel  في بناء دولة القانون والمؤسسات حيث وصل الوطن إلى نقطة أن يكون او لا يكون.
 د. فضل محي الدين الطاهر 

المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء: نهج تعليمي يعانق الطبيعة والمجتمع

د. فخرالدين عوض حسن

ا. معتصم تاج السر​

تمثل المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء نقلة نوعية في التعليم فهي عملية تعليمية إبداعية تجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي المرتبط بحياة الطالب وبيئته بطرق إبداعية.
إنها رؤية تهدف إلى خلق جيل واعٍ ومتمكن من المهارات الإنتاجية التي تتناغم مع احتياجات مجتمعه وتراعي التحديات والفرص المتاحة في بيئته المحلية.
 
الرؤية والأهداف:
 
المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء ليست مجرد مؤسسة تعليمية تقليدية بل هي مركز إشعاع يعزز من قدرات الطلاب على استيعاب العلوم الأكاديمية جنباً إلى جنب مع المهارات التطبيقية في مجالات الزراعة، الإنتاج الحيواني، الصناعات الغذائية، والحِرَف المختلفة المرتبطة ببيئتهم وذلك بإستغلال الخبرات المعرفية التراكمية لدي المجتمع وعكسها في تدافع إبداعي كلا في مجال مهنته وتخصصه في فناء المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء.
الهدف الأساسي هو إعداد جيل منتج قادر على تحقيق التنمية المستدامة في مجتمعه.
التقويم الدراسي المتوائم مع الطبيعة:
 
تتميز هذه المدارس بتقويم دراسي مرن يتماشى مع المواسم الزراعية والحيوانية بحيث يكون العام الدراسي متزامناً مع النشاطات الاقتصادية والبيئية للأهالي في المناطق المحيطة. 
على سبيل المثال:
 
في المناطق الزراعية، يُخطط التقويم ليتزامن مع فصول الزراعة والحصاد.
 
في المناطق الرعوية، يتم مراعاة دورات الرعي وهجرة الرعاة.
وفي البيئات الصناعية يراعي مواسم الإنتاج والتصنيع.
حتى في مواعيد بداية اليوم الدراسي يمكن أن يكون وفق البرنامج اليومي للمجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء التلاميذ والطلاب لأن هنالك مجتمعات لديها مواقيت لأعمال تعتمد فيها على أبناءها مثلا المجتمع الرعوي لديه مواقيت صباحية لرعاية المواشي والدواجن.
كما إن المجتمعات الزراعية لديها مواقيت خلال اليوم لعمليات الري مثلا.
ومن هنا نجد أنه يجب أن يكون تقويم العام الدراسي غير إتحادي وحتى مواقيت بداية اليوم دراسي يمكن أن تكون أكثر مرونة.
 
المناهج التعليمية المرتبطة بالبيئة:
 
المناهج الدراسية في المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء صُممت لتكون انعكاساً لواقع الطلاب وبيئتهم. على `سبيل المثال`:
 
في المناطق الزراعية، يتعلم الطلاب عن أساليب الزراعة الحديثة، الري، وإدارة الموارد الطبيعية.
 
في المناطق الرعوية، تشمل المناهج دراسات عن رعاية الماشية، صحة الحيوان، وإدارة المراعي.
 
تُدمج الصناعات الغذائية ضمن المناهج لتعريف الطلاب بكيفية تحويل المواد الخام إلى منتجات قابلة للتسويق مما يفتح آفاقاً واسعة للابتكار.
 
إشراك المجتمع المحلي:
تعتمد المدرسة الإنتاجية الخضراء على علاقة متينة مع المجتمع المحلي. 
الأهالي هم جزء أساسي من العملية التعليمية من `خلال`:
 
○ توفير التدريب العملي للطلاب في المزارع أو المراعي.
 
○ مشاركة المعرفة التقليدية والخبرات المتراكمة.
 
○ تعزيز الانتماء بين الطلاب وأسرهم والمجتمع.
 
○ أن تكون المدرسة هي منارة المجتمع في القرية والمدينة وأن تكون مصدر حتى في ترتيب شئون المجتمع المحلي على كافة الأصعدة ففيها توجد كافة الخبرات العلمية والعملية شيباً وشباباً.
 
الابتكار والإبداع:
 
الإبداع هو جوهر هذا النوع من المدارس. 
الطلاب ليسوا متلقين فقط بل هم مبتكرون يطورون حلولاً للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم. 
سواء كان ذلك باستخدام التكنولوجيا البسيطة لتحسين الإنتاج أو عبر تنفيذ مشاريع كبيرة وتعاونية تعزز من التنمية المحلية.
أن تصبح المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء مجلس علمي عملي لهذة المجتمعات يجد فيها حتى المجتمع كافة الخدمات الزراعية والحيوانية والحرفية مما يسهم في خلق دور مجتمعي اقتصادي تعليمي كبير لها.
 
نحو مستقبل أخضر ومستدام:
 
تسهم المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء في بناء مجتمعات أكثر وعيياً وإنتاجية.
إنها تجربة تعليمية تُنمي في الطلاب حُبّ الأرض والإبداع والمسؤولية تجاه البيئة. 
من خلال هذا النهج تصبح المدارس مصدراً لتحفيز التنمية الشاملة التي ترتكز على الإنسان والطبيعة وفق رؤية إبداعية.
 
إن فكرة إنشاء المدرسة الإنتاجية الإبداعية الخضراء يُعد أحد أهداف حركة السودان الأخضر ضمن رؤيتها لتحقيق #التغيير_الإيجابي_الإنسيابي_الأخضر ليكون التعليم وسيلة لتمكين المجتمعات ومن ثم تحقيق المجتمعات المكتفية ذاتياً المستقلة بمواردها مما يحقق #السيادة_الغذائية بمفهومها الشامل للمجتمعات ثم المدن ومن ثم للأقاليم ثم الدولة.
 
الرؤية من منظور عالمي:
 
المدارس الإنتاجية الإبداعية الخضراء ليست مجرد فكرة بل هي نموذج تعليمي أثبت نجاحه في مختلف أنحاء العالم. 
تجمع هذه المدارس بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي لإعداد الطلاب ليصبحوا منتجين ومبتكرين في مجتمعاتهم. 
فيما يلي نماذج بارزة من العالم تعكس مبادئ هذه الفكرة مثل:-
 
1. مدرسة “أغروسكول” في الدنمارك:
تعتمد هذه المدرسة على الدمج بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي في الزراعة وإدارة الموارد الطبيعية.
التطبيق العملي: يُدرب الطلاب في مزارع حقيقية على تقنيات الزراعة المستدامة وإدارة الأراضي.
الأثر: تُخرج المدرسة طلاباً يمتلكون المهارات العملية والمعرفة النظرية لإدارة المشاريع الزراعية الخاصة بهم.
 
2. مدارس “الأرض” (EARTH University) في كوستاريكا:
تركز الجامعة على تعليم الطلاب من المناطق الريفية تقنيات الزراعة المستدامة والتنمية المجتمعية.
النهج: الطلاب يشاركون في مشاريع تطبيقية تشمل الزراعة العضوية، الري الحديث، وإدارة المخلفات.
النتائج: خريجو هذه المدارس يعودون إلى مجتمعاتهم كقادة في التنمية الزراعية المستدامة.
 
3. مدارس “والدورف” حول العالم:
تعتمد مدارس والدورف على نهج تعليمي متكامل يشمل التعليم الأكاديمي والفنون والحِرَف، مع التركيز على الارتباط بالطبيعة.
التطبيق العملي: يتم تشجيع الطلاب على المشاركة في الزراعة والبستنة كجزء من المناهج الدراسية.
الأثر: الطلاب يكتسبون وعياً بيئياً عميقاً ومهارات عملية تعزز قدرتهم على الإبداع.
 
4. مدرسة “غرين سكول” في بالي، إندونيسيا:
تُعتبر هذه المدرسة مثالاً حيّاً على التعليم المستدام، حيث تُدرَّس العلوم والرياضيات جنباً إلى جنب مع الزراعة والبناء بإستخدام مواد طبيعية.
التطبيق العملي: الطلاب يشاركون في تصميم وبناء منشآت المدرسة من الخيزران، إلى جانب العمل في الحدائق الزراعية.
النتائج: تُعزز المدرسة روح الاستدامة والابتكار لدى الطلاب.
 
5. مدارس “الأمل الأخضر” في الهند:
تهدف هذه المدارس إلى تمكين الأطفال من المجتمعات الفقيرة من خلال التعليم المرتبط بالبيئة والزراعة.
النهج: يُخصص جزء من اليوم الدراسي للعمل في الحدائق الزراعية، وتعلم تقنيات الزراعة البسيطة والفعّالة.
الأثر: يخرج الطلاب وهم مستعدون لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم الريفية.
 
6. مدارس “مونتيسوري الزراعية” في الولايات المتحدة:
تعتمد على فكرة إشراك الطلاب في الأنشطة الزراعية لتعزيز التعلم العملي والتفكير النقدي.
التطبيق العملي: الطلاب يعملون في مزارع صغيرة لإنتاج الغذا مع التركيز على التقنيات المستدامة.
النتائج: توفر هذه المدارس مهارات إنتاجية تُعد الطلاب ليصبحوا قادة في الزراعة والتنمية.
 
الدروس المستفادة:
تظهر هذه النماذج من مختلف أنحاء العالم كيف يمكن للمدارس الإنتاجية الإبداعية أن تسهم في تمكين الأفراد والمجتمعات. المفتاح في هذه التجارب هو تكيف التعليم مع احتياجات البيئة المحلية، وربط التعلم الأكاديمي بالمهارات الإنتاجية، وتشجيع الطلاب على الابتكار.
 
فرصة لتطبيق النموذج في السودان:
 
في السودان حيث البيئة الطبيعية متنوعة وغنية بالموارد يمكن تبني هذا النهج لتحقيق التنمية المستدامة. 
يمكن للمدارس الإنتاجية الإبداعية الخضراء أن تُحدث تحولاً كبيراً في المناطق الزراعية والرعوية من خلال تقديم تعليم متكامل يراعي ظروف البيئة المحلية واحتياجات المجتمع.
 
الوعد والمُنى:
سوف تعمل #حركة_السودان_الاخضر  وشركاءها في الحلم وكل الشعب الأخضر في إنجاح رؤيتها للمستقبل عبر إنشاء المدارس الإنتاجية الإبداعية الخضراء التي ستكون نبراساً في كل بقعة من أرض السودان الحبيب.
سوف تزهو بعظمة النيل وتعلو شامخة كالنخيل في الشمالية.
وتزدهي بجمالها الأخاذ في دارفور كروعة جبل مرة.
ستكون حاضرةً في كسلا الوريفة بين القاش والتاكا.
وسوف تنثر الإبداع في أرض الصعيد الساحر.
وتشرق بالعمل والعطاء في شرقنا الأصيل بين لوحاً وتقابة. 
أما في الجزيرة الخضراء ستغرس بذور التقدم في أرض الإبداع والجمال.
وفي كردفان الغرة أم خيراً جوه وبره ستصبح منارة للأمل.
وأما في بحر أبيض ستكون أمل أخرى لمشاريع الإعاشة التي سوف تصبح مشاريع عملاقة.
أما في جبال النوبة الشامخة ونهر النيل الأبية فسترتفع رايات التنمية الخضراء لتكون هذه المدارس شاهداً على إرادة الشعب السوداني وسعيه المستمر نحو النهضة.
وفي كل شبر فيك يا وطن، ستنمو المدارس الإنتاجية الخضراء، رمزاً للإبداع والعمل، لتظل السودان أرضاً للحلم والمستقبل.
 
#سوا_بنقدر 
#الضراع_الاخضر 
#بنك_البذور 
#من_لايملك_قوته_لايملك_قراره 
#السيادة_الغذائية 
#المصالحة_المجتمعية_القاعدية_الشاملة
[

مقترح تكوين المجلس التشريعي

أستاذ : محمد الطيب
فكرة تكوين المجلس التشريعي الذي نصت علي تكوينه الوثيقة الدستوري هو نقطة البداية لاستعادة الحكم المدني الصحيح
 هذا المجلس. .الذي غيب خلال الفترة الانتقالية ولم يتم  تكوينه خلال الفترة التي حددتها الوثيقة الدستورية ب 90  يوما بتاريخ.       و.تنتهي بتاريخ 11/16 2019.  ..
 
اخغقت الحكومة الانتقالية في تكوين متطلبات إدارة الدولة في الفترة الانتقالية حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية ومن اهمها الجهاز الرقابي و الذي يتمثل في المجلس التشريعي كراقبة تشريعية و المحكمة الدستورية كرقابة قضائية
و هما يمثلان  رقابة الجهاز التنفيذي وادارة الفترة الانتقالية
و نسبة لهذا النقص في مكونات  الفترة الانتقالية و الذي لازمها حتي انقلاب  الخامس و العشرون من اكتوبر.  مما عطل و افشل  ادارة  الفترة الانتقالية
 
كان لزاما علينا كواجهة  لثورة ديسمبر و إيمانا منا  باستعادة المدنية بكامل  مكوناتها الرقابية. .
.نتقدم بمقترح تكوين المجلس التشريعي كاداة فاعلة في تثبيت الحكم المدني الديمقراطي و اولي خطوات استعادة المدنية
 
يعتمد المقترح في تكوين المجلس التشريعي علي اقناع المستهدفبن وعامة الشعب السوداني و جماهيره المتطلعة لحكم مدني حقيقي بطرح  و تقديم مشروع اصلاحي لاستكمال هياكل الدولة و نظام الحكم في الفترة الانتقالية
 
فمن هم المستهدفين ؟
1,/ الاحزاب و الكيانات السياسية و المنظمات و النقابات
2/ عامة الشعب و من المستقلين و لجان المقاومة
3،،/ الجماعات الدينية و الادارات الاهلية
الخطة تنبني علي كيفية اقناع المستهدفين بهذه الخطوة الاصلاحية الجرئية و المستحقة و نضعها في التساؤل الاتي :-
 
أولا 
من نحن. ؟
الإجابة علي هذا التساؤل هو ماينبغي به اقناع المستهدفين
بقبول و تأييد تكوين المجلس التشريعي   ..
ونقصد هنا تعريف المستهدفين  بالزامية واحقية قيام مجلس تشريعي يحقق اهداف ثورة ديسمبر التي أمنا بها و ما ننطلع له من حكم يحقق الحرية و السلام و العدالة كما اكدته الوثيقة الدستورية
وان نقدم ما هو مقنع لنكسب تأييد  المستهدفين وعامة الشعب وقبولهم بطرح فكرة تكوين المجلس التشريعي 
.
و علينا كأولوية تأكبد اننا بجدية المسعي و المواقف الداعمه  للحكم المدني و  التمسك بالثوابت الثورية وتحقيق اهداف الثورة و موففنا الثابت في تحقيق متطلبات الحكم و تطلعات الشعب السوداني  و تحقيق النهضة لبلادنا والسعي لوقف الحرب  واعادة سلام وامان السودان.
نعمل علي أن يكون  رأس الرمح هنا هو الاعلام و دوره المأمول في ابراز 
الصورة المقنعه والمقبولة   لمشروع  تكوين المجلس التشريعي و تأكيد  أنه المسار الصحيح. .
فما هي وسائل الاقناع. ؟
أولا :-
وسائل الاقناع هي القدرة علي ابراز التميز وتقديم الافضل وهي من مهام لجنة الإعلام ولجنة الاتصال في الاتي :-
1/ الاتصال المباشر للممثلين في الولايات و المحليات واتباع من  الوسائل ما يمكن من الاقناع
 
2 / البيانات التعريفية  للمشروع المقترح و البعد عن المحاور و تأكيد الحياد الايجابي و  الاصلاحي.
 
3 /  استصدار بيانات او مقالات تدعم التعريف بالمشروع و تكوين المجلس التشريعي
 
4,/  تقديم دراسات مقارنة 
 متعلقة بالتشريعات ونظم الحكم و الدساتير  التفصيلية  
 
 5 / انفاذ المشروع الوطني الاصلاحي عن طريق برنامج  يعد إعداد جيد و منظم
 
ثانيا :-
لماذا المجلس التشريعي :-
 
يسعي  المشروع المقترح الي تكوين المجلس التشريعي عبر
فكرة نابعة من هم وطني و إيمانا بشرعية هياكل رقابية  لما لها من مسوغ شرعي و مبرر قانوني و منطقية الواقع
يتمثل في الاتي :-
 
استعادة فاعلية الثورة لاستكمال مكونات هياكل السلطة الانتقالية حسب نص الوثيقة الدستورية
 
فشل الفترة الانتقالية في تكوين المجلس التشريعي كجهة رقابية تمثل مجموع الشعب  و ان غيابه  أدي الي تأثير كبير في مجريات. عمل الحكومة الانتقالية ونقصان اداتها لتنفيذ و تحقيق اهداف الثورة كما كان له اثر واضح فيما احدثه غيابه من ارباك في عمل الاجهزة التنفيذية و سببا ةفي  ضعف الفترة الانتقالية
 
الحوجة للاصلاح و الرقابة في عمل السلطة التنفيذية يستدعي  تكوين المجلس التشريعي كجهه رقابية وتشريعية واستكمال السلطة الشعبية في الاتي :-
 
الدفع الشعبي و قدرته في تحديد المواقف بتأييد وقف الحرب
 
تسيد الساحة السياسية في الاصلاح التشريعي و تحقيق اهداف الثورة
 
تعديل ما يقتضية الاصلاح القانوني و الدستوري في الوثيقة الدستورية
 
ضمان مشاركة فاعلة لأكبر عدد من ممثلي جموع. الشعب يحقق  شرعية الحكم المدني و يكون دافعا لوقف الحرب و التفاوض و الوصول الي حلول نستكمل بها استعادة السلطة المدنية
 
يحقق اكتساب الجدية في تحقيق اهداف ثورة ديسمبر و ما نصت عليه الوثيقة الدستورية
في تكوين هياكل الحكم المدني
 
 
محمد الطيب محمد

الملف الانساني

الوضع الإنساني في السودان: أزمة غير مسبوقة تستدعي تحركًا عاجلًا

أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) مؤخرًا تقريرًا يلخص حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، حيث تعكس الأرقام الواردة واقعًا مأساويًا يتطلب استجابة عاجلة ومنسقة.
 
حقائق وأرقام صادمة
حقائق وأرقام صادمة
 
30.4 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم 20.9 مليون شخص ستعمل الأمم المتحدة وشركاؤها على توفير الدعم لهم، بينما يظل 9.5 مليون شخص دون ضمانات كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
 
24.6 مليون شخص يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.
 
3.7 مليون طفل دون سن الخامسة، إلى جانب النساء الحوامل والمرضعات، يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
 
خمس مناطق في شمال دارفور وجبال النوبة وصلت بالفعل إلى مرحلة المجاعة، مع توقع دخول مناطق جديدة في الوضع ذاته.
 
استمرار تفشي الأمراض والأوبئة، بينما لا يزال أقل من 25% فقط من المرافق الصحية تعمل في المناطق المتضررة.
 
17 مليون طفل خارج منظومة التعليم، مما يشكل خطرًا على مستقبل الأجيال القادمة.
 
12.6 مليون شخص نزحوا قسرًا عن مناطقهم، بين لاجئين ونازحين داخليًا.
 
تتطلب هذه الكارثة الإنسانية 6 مليارات دولار خلال عام 2025، إلا أن التمويل المتوفر حتى الآن لا يتجاوز 4.2% فقط من هذا المبلغ، ما يعادل 252.6 مليون دولار.
 
 
دعوة إلى العمل الفوري
 
هذه الأرقام لا تمثل مجرد إحصاءات، بل تعكس معاناة إنسانية عميقة يعيشها ملايين السودانيين يوميًا، حيث يتعرضون للجوع والتشريد والمرض في ظل نزاع متصاعد. إن استمرار الحرب يفرض تحديات جسيمة ويؤدي إلى تفاقم الأزمة، مما يتطلب تحركًا فوريًا لوقف تدهور الأوضاع.
 
مسؤولية جماعية لإنهاء المعاناة
 
يتطلب الوضع الراهن استجابة مسؤولة من جميع الأطراف، حيث لا يمكن تحقيق أي غاية سامية من خلال استمرار النزاع المسلح. إن إيقاف الحرب، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتهيئة الظروف لعودة النازحين، والتصدي لخطابات الكراهية والتحريض، هي خطوات ضرورية لإنهاء هذه المأساة.
 
وإيجاد حل يضمن حقوق الجميع و يسود فيه صوت الحكمة والتوافق للخروج من هذه الأزمة وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا لشعبه.

في مواجهة الصراع المستمر، لا يزال الاتحاد الأوروبي ثابتا في دعمه للشعب السوداني

على الرغم من التحديات، نحن نعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء السودانيين والدوليين، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، لتقديم الدعم الأساسي والخدمات الحيوية في مجال الرعاية الصحية، التعليم وسبل كسب العيش.
 
خلال الأشهر المقبلة، سنشارككم قصصا مفعمة بالامل عن صمود وآمال أولئك الذين ما زالوا يواجهون  واقع الحرب في السودان.
    ⬅️ لمعرفة المزيد : https://bit.ly/EUwithSudan
 

الملف الرياضي

مباراة السنغال الاخيرة وضرورات التفكير خارج الصندوق .

عبد المنعم الخير الشنداوي

مثلت مباراة منتخبنا الوطني ضد نظيره المنتخب السنغالي  محطة هامة اجتمعت وتجمعت فيها العديد من المعطيات والتي تداخلت فيها ابعاد شتي كان ابرزها بطبيعة الحال التفاعل المعنوي المحتشد بالعاطفة الوطنية من الشعب السوداني العظيم  ، وايضا البعد الفني من حيث وضع المباراة تحت المجهر  الفني التحليلي  وما لازم ذلك من تقييم من  مختلف الزوايا والمصادر ، ولكن اهم بعد في نظري هو بروز لغة المقارنة والمقاربة بين المنتخبين عطفا علي امرين هامين هما ( الندية اثناء المباراة والمخرج التنافسي لذلك اللقاء ) وفي هذا المقام يجدر ولطالما اخذت تلك المباراة حظها من الفرح الغامر  من عموم اهلنا في الوطن السودان ، وهم اعانهم الله يبحثون عن اية بارقة فرح او ابتسامة ( في زمان عزت فيه الافراح ) ولو كانت تلك البارقة من خلال ( ثقب ابرة  ) عطفاً علي واقع الوطن المأساوي الماثل والمتواتر ، وكذلك فقد اخذت ذات المباراة نصيبها من الرؤي الفنية سواء عبر الفضائيات او بقية الاعلام المرئي او المسموع او المكتوب  كيفما يتفق . 

⁠ان اهم ما أمنت وأكدت عليه هذه المباراة وسابقاتها في ذات المنافسة  من مخرجات فنية وتنافسية من واقع القيمة الفنية و( العالمية ) لمنتخب السنغال والذي سبق ان بلغ نهائيات  كاس العالم في كوريا واليابان في ٢٠٠٢ وكان علي بعدد خطوات من الوصول الي النهائي ومنذ ذلك التاريخ وقبله يتوفر هذا المنتخب علي نجوم كبار غزو اوروبا وبقاع كثيرة من العالم منضمين الي اكبر الاندية الاوروبية ولا يزالوان ، وواصل حضوره العالمي في اخر مسابقة لكاس العالم ، فضلا عن نجاعة منتخب السنغال علي المستوي القاري الافريقي وكان قبل سنوات قليلة هو المنتخب الصاعد علي منصة الجدارة الافريقية وحائزا لبطولتها ، امنت علي حقيقة واحدة وهامة وهي ان  الرقم الصحيح الوحيد في واقع كرتنا السودانية هي موهبة اللاعب السوداني ، وحينما واجه منتخبنا قبل يومين منتخباً بهذه الصفات والمواصفات ويقف معه كتفاً بكتف بل يكون نتاج ذلك نتيجة تفضي الي تعزيز صدارته للمجموعة،  فان الرقم الصحيح في هذه المقاربة والمقارنة هو الموهبة الكروية الفطرية للاعب  السوداني والتي ظلت تبحث عن نفسها التنافسية حتي تصبح نفيسة القيمة التنافسية لبلوغ جدارة حوز البطولات الكبيرة سواء عبر انديتنا وكذلك منتخباتنا سيما واننا ومن خلال الحد الادني من الاهتمام بهذا المنتخب وتجهيزه واعداده واستقرار اطاره الفني تقدم خطوات نحو الهدف المنشود،  ويبرز السؤال هنا ليكون خاتمة المقال وهو ماذا ينقصنا ونحن نبحث منقبين بين واقع الركام عن المواهب حتي نحصل علي ثمين المكاسب ؟؟؟ 
* ⁠الاجابة هي :- 
١- اعادة النظر في طرائق تفكيرنا النمطي في التعامل مع الرياضة عموما وفق معطيات الحداثة وفي سياق العولمة التي لا تعرف سوي الادارة الحديثة المحترفة والمواكبة واعتماد الحوكمة نهجاً ضابطاً للعملية الرياضية في مجملها واهمها بطبيعة الاهتمام البشري عندنا هو منشط كرة القدم 
٢- لما كانت القوانين منذ نهائيات القرن المنصرم قد اطرها احد علماء القانون الامريكان في كتابة ( القانون من اجل التنمية ) باعتباره هي الوسيلة الداعمة  للتنمية والتطور والحديث هنا قوانين الرياضة عندنا في الوطن السودان فيجب انتاجها بما يحدث الطفرات والنماء دونما تخلف او جمود او سياق نمطي مقعد . 
٣- النظر الي الرياضة وفق المفهوم الاقتصادي التجاري لها خروجا عن تقليدية ينحصر هدفها في نطاق مجرد ممارسة لهواية رجوعاً بالزمن الي ما كانت عليه في زمان سابق . 
٤- اعتماد العلم  والمنهج والمعيار في الادارة والتاسيس الفني السليم للمواهب  عبر المدارس والاكاديميات المتخصصة 
٥- وضع الكوادر الادارية السليمة والنزيهة في مؤسسات الرياضة عموما بمختلف درجاتها وفئاتها في مواقعها المستحقة بجدارة المهنية  وكفاءة الاخلاق. 
٦- توفير البيئة المناسبة لممارسة النشاط الرياضي . 
٧- التخطيط السليم عبر الخبرة والتخصص . 
٨ – الاستفادة من تجارب الاخرين من حيث الكفاءات والجدارات 
٩-محاربة الفساد المؤسسي في واقعنا الرياضي . 
١٠- الخروج من دائرة

مباراة الرد بين الهلال والأهلي المصري

آدم هارون (جادو)
أخطر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) النادي الأهلي رسميًا بموعد مباراتي الذهاب والإياب أمام الهلال السوداني في إطار منافسات دوري أبطال إفريقيا.
 
وتقرر إقامة مواجهة الذهاب يوم 1 أبريل المقبل على استاد القاهرة الدولي في تمام التاسعة مساءً بتوقيت القاهرة، فيما ستُقام مباراة الإياب يوم 8 أبريل في التوقيت ذاته على ملعب “شيخا بيديا” في موريتانيا، حيث يستضيف الهلال السوداني مبارياته الإفريقية هناك نظرًا لتعذر إقامتها في السودان.
 
وفي هذا السياق، يكثف الجهاز الإداري للنادي الأهلي جهوده لإنهاء إجراءات السفر إلى موريتانيا، حيث يعمل على تأمين حجوزات الطيران والإقامة، بالإضافة إلى التنسيق مع السفارة المصرية في نواكشوط لضمان توفير كافة الترتيبات اللوجستية اللازمة للبعثة.

تهانينا للدكتور باتريس موتسيبي على إعادة انتخابه رئيسًا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم

عبد المنعم الخير الشنداوي
تهانينا للدكتور باتريس موتسيبي على إعادة انتخابه رئيسًا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) حتى عام 2029 وذلك خلال الجمعية العامة الاستثنائية في القاهرة.
شهدت ولايته الأولى نجاحات كبيرة، حيث عزز الاستقرار المالي لـ CAF، ورفع مكانته عالميًا، وسجل أرقامًا قياسية في كأس الأمم الأفريقية 2023، التي حصدت 1.4 مليار مشاهد.
المجلس الرياضي للاتحاد الأفريقي يثمن قيادته الحكيمة ويتطلع إلى مزيد من التقدم في تطوير كرة القدم الأفريقية عالميًا.

الارتكان الي معطيات التاريخ نحو التطلع نحو مستقبل مشرق يقوم علي العزيمة والارادة وحسن التخطيط

قد تتوارد عدة تعليقات باعتبار ما كتبته لهو مجرد ضرب خيال ونحن نعيش حرباً في بلدٍ اصلاً متخلف وبكل التقدير سارد من خلال معطيات ثلاثة وهي :- 
* ⁠الثابت هو اننا  من صنعنا تخلفنا ونحن بلد العقول والحقول والثروات والخيرات بل المواهب والمكاسب.  
* ظللنا ولنصف قرن بل اكثر من ذلك وحتي في عهود الاستقرار نتعامل مع الرياضة وابرز اوجهها منشط كرة القدم بذات النمط التقليدي العقيم وغير المثمر 
* ⁠اننا في وظل واقعنا الملتبس نشاهد منتخبنا  وهو خارج وطنه وسربه ينافس بقوة نحو بلوغ نهائيات البطولة الاعظم في العالم.
* كل التوفيق لمنتخبنا الوطني امام شقيقه الجنوب سوداني وبقية المباريات.
 عبد المنعم الخير الشنداوي
arArabic
Powered by TranslatePress
Scroll to Top